وهو نقص في الظاهر ومزيد في الباطن، فقد حبيت باجماع نور البصر وكان متفرقا، واتحاده وكان مبددا، فقد كان النور مرسلا إلى الحدقتين في العصبتين الجوفاوين، فلما انسد ثقب الواحدة عاد إلى الأخرى موفورا، وشفع بنورها نورا، كالحال في القمر يطلع في لياليه البيض، ساطع السناء باهر الوميض، يجلو الدياجي، فيهدي الساري، فإذا غرقت أعقابه، وتكامل غيابه، فقدته النجوم، فاعتراها الوجوم، ولفها الليل في ملاءة دياجيه، وأردف أعجازه ونأى بهواديه، فلو جمعت الكواكب منتظمة في القدر، لكانت أضعاف البدر، وهي على ما هي عليه من الانتثار، لا تهدي الساري قصد الآثار، فبصرك الآن بحمد الله أجمع نورا، وأضوأ شعاعا، وأنفذ نظرا وأبعد اطلاعا، ولذلك قال القائل:
شمس الضحى يعشي العيون ضياؤها إلا إذا نظرت بعين واحدة
فذاك تاه العور واحتقروا الورى فاعرف فضيلتهم وخذها فائده
نقصان جارحة أعانت أختها فكأنما قويت بعين زائدة
والعقاب الكاسر، والنسر الطائر، وابن الماء المحلق، بالإضافة إليك خفافيش، وبالمقايسة بك أخلاد، وقد أزويت بزرقاء اليمامة