جوابها من إنشائه أيضا على لسان الحكيم البرذقون المذكور: يا سيدي الذي أعترف بخصائصه التي انفرد بجمالها، وأقر له بمحاسنه التي استبدت بكمالها، وإن كانت قد دبت عقارب حسادته، وما يستطيع أن ينسلخ عن ذميم عادته، ووجدته قد نعى بصره، وشكا عوره، وأثنى على شرجي، ولم يحفل بعرجي:

إن في الجسم دماميل وقرحات ملحه

ليتها في عين من يز عمها مالا وصحة

وقبح الله النهم فعنه تكون العلل المتولدة، وكل داء أصله البردة، ومع ما ركب في من الشره [129 ب] إلى المأكل، فإني متطفل على استجازة أكل الخجل، فأذهب الله نفسي، يوم أروم أكل أبناء جنسي، إذن أكون كالرنج الأجناس، الذين يستجيزون أكل لحوم الناس، بل أني أطلبها من مظانها وأرتادها، وأنصب لها الحبائل واصطادها، ثم أرسلها أسرابا وأفواجا، وأسرحها فرادى وأزواجا، وأنشد متمثلا:

أيا شبه ليلى لا تراعي فأنني لك اليوم من وحشية لصديق

وإن تكن - جعلت فداك - قد أصابك عور، ونالك منه ضعف وخور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015