وأسفر غض الاسفرج، عما خص به ذلك الأفق من التراب الدمث والهواء السجسج، فسقاه الله صوب السحاب، ولا زال مخضر الربى خضل الجناب، واقتضى حكم الأدب المتعارف في السلام والمباداة، رد التحية على سبيل المناولة والمعاطاة، لا على سبيل المعارضة والمباراة، وقد أنفذت ريحانا مشموما، ورحيقا مختوما، ولك الفضل في تسوغ ما سقيت، وتنشق ما أهديت [127 أ] .

وله من أخرى إلى المقتدر على لسان النرجس: أنا - وصل الله بهجة سلطانك، ونضرة أوطانك - إذا لحظتي بعين الاعتبار، قائد النور، ووافد الأزهار، وأنا لها جالب وهي طاردة ومبشر بورودها وهي مؤيسة متباعدة، فاني غلبت بما طبعي من التيقظ والذكاء، خلد التراب وصرد الهواء، فقمت عن إساءة الفصل عذرا، ونحلت الشتاء على الربيع فخرا، وفضلت الورد سيد الأزهار طرا، وتورده شاهد خجله، وتسترده من الحياء في أكمته وكلله، فلي عليه فضل العيون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015