على الخدود، وشرف على المسود، فبينا أنا سقيم الجفون من غير سقم، مائل الجيد من دون ألم، حتى أتيح لي ظريف من خواصك يقصدني، ونبيل من عبيدك يعتمدني، فأوجست حذرا وتشوقا، حتى أنسني بالكلام تألقا، وقطفني بغير إيلام تلطفا، وحاورني بلفظ يلقنه النوار عيانا، وإن لم يحسن عنه بيانا: يا أيها الزهر الفارد، والنور الشارد، الساحر بحدقه وأجفانه، الناظر بورقه وأغصانه، الباهر بورقه وعقيانه، ما لي أرى قضبك غبرا ذابلة، ومنابتك شعثا ناحلة، وعهدي بك تمج الأنوار ريقتها في ثغورك فتصبح حافلة، وترضع الأنداد أفنانك فتغدو حاملة، فتنوء بجيدك منثنيا، كأنك أصبحت منتشيا، وقد ساءني ما عاينت من ضناك ونحولك، فبادرت جناك لإشفاقا من ذبولك، لأنقلك من جناب النبات الهشيم، إلى جناب السرور المقيم، وتسعد بالفوز العظيم، باستلام راحة الملك الكريم،

وفي فصل منها: فليت الرياض تعلم بمكاني فتذبل كمدا، وتدوى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015