أصدرتها ساحة الفضل، وتضمنتها راحة النبل، وزقها المجد زفاف الهدي ترفل في الحلي والحلل، وتقدم سفير الآس، فأذاع ما حمل من طيب الأنفاس، وتلقيته بما يتقلى مثله من كرام الزوار، إذ كان بحكم الإجماع سيد الزهر والنوار، بدوام عهدته، وبقاء جدته، وتمادي نضرته، وتناولت الظرف الظريف الواصل معه ففضضت ختامه، وترشف مستودعه، وتسوغت منه شمولا معتقة، لذة عبقة، قد تناهت رقة وصفاء، ولم تبق الأيام منها إلا هباء ولألاء، فهي تمنع الكف، ما تبيح الطرف، وأدرتها بالقدح الذي أجلت به معلى القداح، قائما على قدم الإعظام أهز عطف الارتياح، وتخيلت أني في ذلك المألف العزيز حاصل، وفي ذلك المأنس الجليل ماثل، فنحن متلاقيان بعيان الإمحاض، وان تناءينا بالذوات والأشخاص؛ ووصل مبكر البهار الجني، ممتعا بمنظره البهي، وعرفه الذكي، قد شخصت أحداقه، وراقت أوراقه، يمد بنان لهب، ويرنو بحدق حمر [تلتهب] ، كأنه إكليل تبر، مرصع بيواقيت صفر، وهو شبيه الراح لونا ومشما، قد تكافأ بينهما الانتساب، يحكيه منها الجامد، ويحكيها منه المذاب