لا سيما إذا خوطب ذكي ألمعي، ومثلك الحميم الكريم الذي يتيقن صفاؤه، ويدخر وفاؤه؛ وكنت قد خاطبتك مشعرا نيتي في التحول، سوعزمي في التجول، حتى تلقى العصا، وتستقر النوى، حيث الصغو والهوى، وأومئ في ذلك إلى البيت الذي يعرف ويروى:

تقول سليمى لو أقمت بأرضنا ولم تدر أني للمقام أطوف

وقد تفسح المسلك بما يسره الله من تملك تلك القاعدة، وأنا بحول الله مزمع للرحيل، إذا انفرجت السبيل، فطولك في إعلامي بحال المسالك من مرسية إلى المغارب المتياسرة والمتباينة، وكيف مكان التشييع حتى يوصل إلى مأمن بذمام لا يخفى وعرف لا ينكر، فأمجدني من ذلك بيانا، كأني قد شاهدته عيانا، فالحازم الذي يسدد إلى الغرض قبل إرسال سهمه.

وله [من أخرى] إلى ذي الوزارتين أبي بكر بن عمار عناية بابن الحداد: المحاسن التي تؤثر عنك بالسرو والسناء، والمحامد التي تتلاقى عليك بها ألسنة الثناء، تميل إليك أحناء القلوب، وتقف عليك نخائل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015