الكاتب أبو الفضل، وحيد الفضل وينبوع النبل، وما عدا قول القائل:
إن أبا الفضل له فضله وأين في الناس فتى مثله
جمع الخلال الزكية فاحتواها، ورأى تلك الجلالة فاحتذاها، وحق لمن ربي في حجرها، وارتضع بدرها، أن يتبين فيه رجحانها، ويتنسم عليه ريحانها، وأن يكون له الشفوف والتبريز، ويتحلى به الجانب العزيز ".
جملة ما انتخبته له من ترسيله
فصل له من رقعة إلى ابن رزين: كنت أرتاح إذا ومض من أفقه البسام بارق، أوذر من سمته الوضاح شارق، فأقتصر من تلقائه على استنشاق نسيم، وأنى لي من عرار نجد بشميم، حتى ورد ما أمتع بوابل بعد طل، وسقى نهلا ووالى بعل، واستوهب بمعجزي سحر حرام وحل، قد قصر الله عليه الإبداع: [طورا] في الندى ببراعة خطيب وبلاغة كاتب، وطورا في الوغى ببديهة طاعن وروية ضارب، والرب يديم إمتاع أشياعه ببارع جلاله، ويصون عيون الحوادث عن كماله، بمنه.
واستوضحت ما أومأ إليه من نشد العبد الآبق، على النهد السابق