بأفق سرقسطة في ذرا دولة ابن هود، وكان له في الأدب باع، وبما حمل من أعباء تلك الدولة استقلال واضطلاع، وقد رأيت له شعرا لم أروه فأجتلبه، ولا استجدته فأبحث عنه وأطلبه. ونشأ أبو الفضل ابنه هذا صفة احتملها، وكناية اختزلها، هضبة علاء، وجذوة ذكاء. وذهبوا أن جارية ذهبت بلبه، وغلبته على قلبه، فجن بها جنونه، وخلع اليها دينه، وعلم بذلك صاحبها فزفها إليه، ووضع زمامها بين يديه، فتجافى عن موضعه من وصلها، أضيع ما كان بين دلالها ودلها، أنفة من أن يظن الناس أن إسلامه كان من أجلها، فحسن ذكره، وخفي على كثير من الناس أمره.

وهو أحد من عني في هذا الاقليم، بالنظر في أنواع التعاليم، على مراتبها، وتناول الفنون من طرقها، وأحكم علم لسان العرب، وبلغ الرتبة العليا من البلاغة في الشعر والأدب، فطارت الكتابة باسمه، وخلت بينه وبين حكمه، ولم يكن له بالشعر [124 أ] فضل عناية، فلم يجر منه إلى بعيد غاية، وقد أثبت من كلامه ما تعلق بحفظي، ووقع في شرط صدري؛ وكان بالجملة كما وصفه أبو عبد الرحمن بن طاهر في فصل من خطاب خاطب به المقتدر بن هود يقول فيه: " والوزير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015