فابتزني من يد الدهر، وخلطني بنفسه في الحلو والمر، واحدي الوزير الأجل أبا بكر بن عبد العزيز - أحسن الله ذكره، وأدى عني شكره -.

وبعد، فحق مساهمتك جليل، وثنائي على مبرئك موصول، ولا ارتياب عندي بانزعاجك أولا وابتهاجك آخرا، وصحة مودتك باطنا وظاهرا.

ولأبي جعفر بن جرج من أخرى: ورد كتابك [الكريم] حلو المناسمة جزل الضريم، كما عصفت الريح وهب النسيم، ومعلوم - أعزك الله، والعذر في ذلك قد قدمناه - أن الجذاع لها نشاط، وأن القرح من الإعياء على سقاط، فكيف نذارعك هذا البساط، وأنت تفتن من الكلام بين المطبوع والمصنوع، وتأخذ بطرفي الموصول والمقطوع، فطورا في سهول الوهاد، وطورا على حزون النجاد، فمن لي وكيف لي، بمن سيله يحط الجندل من عل:

هو السيل إن واجهته انقدت طوعه

وتقاده من جانبيه فيتبع

ومن شعره، قال في النسيب:

وخذ تأنق صباغه قد اختلفت فيه أصباغه

فللدر والورد أبشاره وللمسك والآس أصداغه

بديع المحاسن قد صاغه فأبدع ما شاء صواغه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015