الله دارك، وأدنى أوطارك - كشفت إليك صفحة اعتزاء، وتخطت حماك بقدم اعتداء، فقد تراجعت تمشي على استحياء، متنصلة مما اجترمت، متأسفة على ما اخترمت، وعند مثلك للقدر التسليم، فأنت الخبير العليم، أنه ما اختلف الليل والنهار، إلا بنقض وإمرار، ولا دار الفلك المدار، إلا بطوالع ومغار، وكنت في الأرض من أسنى مطالعها الباهرة الأنوار، فلا غرو أن أدركك ما يدركها من الأفول حينا والسرار. فقد تكسف البدور، ثم تعاودها الاضاءة والنور، والحمد لله أخرجك من ظلمات تلك الغماء، خروج السيف من الجلاء، والبدر بعد الانجلاء، تقي الثياب من تلك الطيخاء، وستر الله تعالى دونك ضاف منسدل، وقدحك في كل حال من بلاء وإعفاء فائز معتدل، ولا تأس على أعراض الدنيا فهي رهينة بزوال وذهاب، " وكل الذي فوق التراب "، هنأك الله وهنأ أهل الفضل فيك طرا هذا الصنع الأجمل، وجزى الله الوزير الأجل [الأكمل] عماد الكل جزاء السادة الذادة الأحرار، ذوي الأنفة والانتصار، فيا لها منقبة [تنقب] في البلاد، ومكرمة غراء ترد بهيما كل أغر جواد، سرى لها