الوعر في شرك، وأخرى نهفو من الوحل في درك، حتى وصلنا أوريولة، ولا نراها من تراكم الظلم، واختلاط العشايا بالعتم، إلى أن ضربت في أسوارها جباهنا، فامتلأت من غبارها أفواهنا، والدجى يكفننا بظلمائه، والثرى يدفننا في طينه ومائه.

وفي فصل: ومرت لنا الأيام لا نستطيع براحا، ولا نلذ غدوا ولا رواحا، فلما انقطعت ليال خمس، التفتنا الشمس التفات البكر، من خلال الستر، وصمت الماء من خريره، والهواء من صريره، فقلنا: قد يكون الرضى صماتا، والإذن التفاتا، وأخذنا في التفويض، وأسرعنا بالنهوض، وما زلنا في مسلكنا نموت ونحيا، ونتقلب بين الآخرة والأولى، حتى اصطلينا بنار الحباحب سيف الدولة أبي الفتوح، فقابل بوجه طلق وخلق سمح، فلما صرنا في ذراه، وكنفتنا نعماه، أنشدنا:

فقل للسماء ارعدي وابرقي ... فانا رجعنا إلى المنزل وفي فصل: ثم اما حان إيابي، وزمت ركابي، إذا بكتاب المعتصم بالله إلى المظفر يذكر وفاة خاله المنصور بن أبي عامر، فلزمني الكتاب إليه، فكتبت ورجلي في غرز الواثب، وهنا قبل سقط الراكب، فإن كانت سقطة في كلامي، أو عثرة من أقلامي، فإنما أوجبتها حقحقة السير ومسابقة السيل؛ وكان كتابي:

يا مولاي وسيدي المنعم، ومن لا زالت وجوه الكوارث عنه مصدودة، وأيدي الحوادث دونه مسدودة، بقاء المرء - أيدك الله - لفناء أسلافه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015