كان إلا ك " ما " حتى التقت أجفان الغمام، ثم هلت إليه هل الدموع السجام، وصرنا بين صعيد زلق، وسماء طبق، ينثر قطره نبالا ويمطر وبله وبالا، وما زال الرعد يقصف، والمزن يكف، حتى خلت البحر صار سقفا، والسماء قد اسقطت علي كسفا، واستنجز القضاء، والتقى الماء والماء، فكلما أوينا إلى جدار كاد ينقض، أو لجأنا إلى قرار خسفت به الأرض، وقلنا: سنأوي إلى جبل يعصمنا من الماء. ويقينا معرة هذه البأساء، فما كان إلا أن لذنا بجانب الطور الغربي، وأستدنا إلى هضبة [118 ب] الفسطاط الشرقي، وهناك [من] يشرح لك سره، ويوضح عندك أمره، فكأن الله قد تجلى للجبل فجعله دكا، أو كاد موسى ينتقه علينا نتقا، فانحدر هضابا، وتقطع آرابا، وأهوى إلى الوهدة التي كنا في طباقها، والعقدة التي حصلنا بين أطباقها، فلم نشك في أننا من أهل القبور، قد صبت علينا أرازب منكر ونكير، ولولا أن الله لقننا الحجة، ولأوضح لنا المحجة، وأعاننا على الخصمين، وعلمنا التخلص من النكيرين، لضغطنا ضغطة القبر، ونالتنا معرة الفقر؛ ثم إننا أخذنا في الهرب، وأخذت السيول والأمطار في الطلب، فتارة نقع من