السراج من ضوء الصباح، وقلنا: دين المسيح، يعبده كل مليح، فطفنا حول الدنان، بمصابيح الرهبان، وما زلنا نسمع باقتراح، ونشرب على ارتياح، ونصل اغتباقا باصطباح، حتى شبت مصابيحنا لقفال، وحان أوان ظعن وارتحال، فخرجت كالمقلة استلت من الأشفار، والنفس انتزعت من فلوذ أعشار، ثم ارتحلت من الغد عن مقام كريم، إلى عذاب أليم، لا أملك فيه أدمعي، ولا أجد نفسي معي، وسرنا بين جبال وحشة، ومياه دهشة، فصاردتنا من ريح عاد، ذات صر وأبراد، أضرمت نار البرحاء، وكظمت أنفاس الصعداء، ومن أخذ بكظمه كيف يرجو الحياة، ومن أطبق بغمه أين يجد النجاة -! وما شك غمام الثلج المنثور، أني من أصحاب [118 أ] القبور، فجعل يهدي إلي حنوطا وذرورا، ويندف علي قطنا ينثر كافورا، فلما تمت الأكفان، وصح الاندفان، طلعت إلي غرة الحاجب سيف الدولة أبي الفتوح، فقمت وقد انجلت عني المحن، وانتفضت فطار القبر والكفن، ومد إلي يد الرضوان، وغمسني في نهر الحيوان، فجعلت أطرف كما يطرف الفجر في سدفه الليل، وأنبت الحبة في حميل السيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015