وفي فصل: وأوحي إلى المزمار أن ينطق، وإلى الأوتار أن تخفق، وإلى الغناء أن يذوب القلوب، ويشق الجيوب، ويحث الشمول، ويكفي الساقي أن يقول، وقد أسبلت على بهو السماع وقبة الغناء قطعة من الخسروان اللازوردية، قد ألهب بالذهب نحورها وحواشيها، وقرنت بالعسجد أسافلها وأعاليها، وكحلت بأسلاك الجوهر خطوطها ورسومها، ووصلت بالياقوت الأحمر دوائرها ورقومها، فجاءت كطرة نقطت [بالنجوم] ، ولبة الفجر رصعت بغير كواكب الرجوم، فاندفعت منها بلابل المداري تغرد، وحمائم الأوتار تصوب وتصعد، وأطيار المعازف تتجاوب، وأصناف [117 ب] الملاهي تتناوب، وأقبلت نجوم الطاس تنكدر في الصدور، وقلوب الناس تنتثر في الحجور، وما بقي عقل لم يقع في شرك، ولا جيب كان في سقه من درك.

وفي فصل: ثم خرجت بعد إلى المظفر [الرئيس] أبي مناد، فكأن أيام طريقي إليه، كانت كفارة لما أصررت في المرية عليه، وتمحيصا لذنب شرب المزر، وتضييع حق الخمر، ولم أر في التناقص علي عارا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015