التفات الذوائب الجعدة، والتقت أفنانها التقاء الصعدة بالصعدة، فبينا نحن نعجب من شانها، ونستغرب مناظر زهرها وأفنانها، إذ سطع من جرثومتها دخان المجمر، وارتفع من خلال لبسها غبار العرف المعطر، من دون أن يبدو إلى العيان نارها، ويعلم أين يوقد هنديها وغارها، فقلنا: تبارك الله كيف تحرق نار تخالها هامدة، وتورق أشجار تحسبها جامدة، إن الذي أنطق الجذع والحصى، وخلق الحية من العصا، والنار بعد أن كانت ضراما، وقال: كوني على إبراهيم بردا وسلاما، لقادر على أن يورق الصلاد، كما أنطق الجماد، وعلى أن يعمل النار في الخمود، كما أبطلها عند الوقود، وقام بالجريال ساق جعل المنديل، مكان حمائل السيف الطويل، وأدار نجوما بروجها أيدينا، وشموسا تطلع منه وتغرب فينا، ولما [كنت] لا أشرب إلا مشتبه الشراب، كالمزر والد وشاب، قدم إلي قعب من نبيذ الأزاذ، ومصري الداذ، فرفع نديمي شهابا، وأبرزت أنا غرابا:
[لو تراني وفي يدي قدح الدشاب أبصرت بازيار غراب]