سيدها، فصارت عينا سلسبيلا، وكان مزاجها زنجبيلا، أو كأنما مست عينا حيوانا، فأنبتت من الزبرجد ريحانا، ومن الزمرد شجرا فينانا، وجعلت من النارنج عقيانا، ومن زهر الآس لؤلؤا ومرجانا. وميل بنا إلى " التاج " وهو مصنع على مفرق القصر، من جانب البحر، مرد من قوارير، وألبس الصبح المستنير، وقلد قلادة الطاووس، ونقط نقط العروس، فممن يقول هو قبة الفلك، وممن يقول هو السماء ذات الحبك، وانهم {لفي قول مختلف، يؤفك عنه من أفك} (الذاريات: 8، 9) [117 أ] ونظرنا في صدره من الملك الهمام، كالشمس تجلت من الغمام، فقضينا فرض السلام، وأخذنا مراتب القعود إلى الطعام، يطاف علينا بصحاف من فضة وذهب، وجفان كالجواب أترعت من كل أرب، فلما أتينا على الري قمنا إلى الوضوء، فجيء، بطساس من التبر، وأباريق رصعت بالدر، ووضئنا بماء قوامه بلور، ومزاجه كافور، ثم قمنا إلى المصنع " الزاهر "، وهو نظير " تاج " من الجانب الآخر، لما أعد فيه للشراب، ما بهر الألباب، فألفينا موردا عذبا، ومحلا رحبا، كأن أطباقه مقل الجفون، ملئت من قرة العيون، وأكواسه مراشف الحور، تعل بنطف الثغور، طلعت منها شجرة مباركة النوى {أصلها ثابت وفرعها في السماء} (ابراهيم: 24) صيغ عودها من الحلي المنيل، وقام عمودها كأنبوب السقي المذلل، والتفت بأغصانها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015