الخبر ببادرة أحمد بن سليمان بن هود

فيما كان رامه من الفتك باخيه

أبو مروان: وفي رمضان من سنة خمسين وأربعمائة سقط الخبر إلينا بذلك، وكانا اتفقا على الالتقاء طلبا للسلم والكف عن الفتنة، فلما خرجا للمكان المتفق عليه، تكارما في اللقاء وتدانيا دون أحد من أصحابهما، وكلاهما حاسر أعزل، على ما تشارطاه، تمكينا لطمأنينتهما، فتنازعا الكلام فيما جاءوا إليه، فلم يرع يوسف إلا إطلال فارس عليه من ناحية موقف معسكر أخيه أحمد، شاكي السلاح، يبرق سنان رمحه، وإذا بطريق من مستأمنة النصارى الحربيين معه قد واطأه أحمد على الفتك بأخيه، فانقض على يوسف وهو يكلم أخاه، وأحمد يصيح، حتى خالط يوسف وطعنه ثلاث طعنات، وتحت ثوب يوسف درع حصينة كان قد استظهر بلباسها خلال أثوابه أبدا بالحزم، فردت سنان المح عنه، وصاح يوسف نحو أصحابه: " غدرت "!! فابتدروه ونجوا به وقيذا بجراحه، وقد ابتدر أحمد رجاله، واختلط الفريقان اختلاطا قبيحا، كادت تقع بينهم ملحمة، أطفأها أحمد بالبرؤ من العلج لوقته والبدار إلى قتله، ورفع رأسه والنداء عليه، فسكن شغب الفريقين، وانكفأ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015