واقعة، والقريب والبعيد في نفعها جامعة.
وله: انه لما كان من شرط من ابتدأ أن يتمم، وسنة من سدى أن يلحم، وحكم من نهج عملا أن يفضي به إلى غايته، وسبيل من أخذ في سعي أن لا يرجع دون نهايته، وجب على فلان - أبقاه الله - أن يتلوم على الحال التي انفرد بفخر تأسيسها وتشييدها، وفرز بحسن منابه في تقريرها وتمهيدها، حتى يستوفي فيها حقائق العمل، ويبرئ منها [جمع] العلل، ويسد من جوانبها دقائق الخلل، إذ كان هو الذي شرع مباديها، وبه انتظم متناثرها، وبلطفه سكن متنافرها، وما زال يسعى أفضل سعي، ويصدع بأجمل رأي، حتى قرر الأمور على أثبت قواعدها، وشد رباط معاقدها، فلما صححها أمن التياثه، وأبرمها إبراما لم يحذر انتكائه، وجب عند أن يقع صدره، ويحين منصرفه، فصدر محتقبا اليك من حقيقة ودي، وطيب ثنائي وحمدي، ما إذا جلاه في معرضه راقك مجتلاه، وإذا أجناه على حسبه عذب عندك جناه، وبه اكتفيت عن مد أطناب [114 ب] القول في الإخبار عن هذا وسواه، فهو بتفضيل جملته لديك جدير، وبها خبير.