أود تهذيبك، إذا سفر أصلح، وإذا سعى أنجح، وهذه الحال [لك] أولها وآخرها، وباطنها وظاهرها، فبك اتضح منهاجها، وأضاء سراجها، وبسعيك انفسحت سبلها، وتأتى مؤملها، وارتفعت أعلامها، وتهيأ تمامها، وأنت المسدي لها والملحم، والعاقد لأسبابها المبرم.
وله من أخرى: إن أحق الأخبار، بالتحدث عنها والإخبار، وأولاها بأن تثيرها ألسنة التهادي والتناقل، وتنشرها أيدي التكاتب والتراسل، خبر أعرب عن نعمة تعم المسلمين، ومنة ينظم نفعها الدنيا والدين، وأبان عن مسرة وقعت والآمال دون نيلها واقعة، وبشرى طلعت والأحوال عن مثلها دافعة، وكان له من ذاته شاهد يصدقه، وبرهان يحققه، ووضوح يحميه عن أن تعترض عليه شبهة الظنون، وجمال يغنيه عن تكلف التحلية والتزيين، وتلك صفة ما أقصد محادثتك بنعم الله علينا فيه، وأعتمد إهداءه اليك مشروحة جملته موفاة معانيه.
وفي فصل: ان أولى النعم بأن يتحدث عنها حديث اعتماد لشكرها، وينبه عليها تنبيه إشادة بقدرها، نعمة خصت الدين، وعمت المسلمين، وأعلت للإسلام يدا، وفتت من الشرك عضدا، وشدت من الإيمان سننا، وأوهت من الكفار ركنا، فإنها موقع العموم