خيار الجنى، ومهدت في موطن العلا، فما أغبطني باختيارك، وأبهجني بدنو مزارك، فما كان سهمك ليمضي إلا بعيدا، وليقع إلا سديدا، وما كان ميزك ليختل، ولا سعيك ليضل، فالمرء مستدل عليه بفعله، واختياره قطعة من عقله، وقد ناديته فأجاب، واستمطرت سحاب بره فاصاب، وتلقاك باليمين، ولأقرك بالمكان المكين، واستطال نحوك الزمان، بل استكثر الساعات والأحيان، وانتظرك غدوا ورواحا، وترقبك مساء وصباحا، وأما الفؤاد فإليك منجذب، وبودك مشرب، ولو استطعت خفضت طرفي فلم أبصر به حتى أراك، شرها إلى لحاقك، وتهالكا على نفيس أخلاقك.

قال ابن بسام: ولأبي المطرف، غير ما فصل مستطرف، وقلما يتعطل من حلي البديع، وانحفزت في تحرير هذه النسخة من هذا المجموع، وفاتت [دركي] ، ولم يعلق منه إلا ما كتبت [بشركي] .

[فصل] في ذكر الوزير الكاتب أبي عمر القلاس

من عليه كتاب الثغر الأعلى - كان -، في ذلك الأوان، [وهو على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015