عجما وعربا، لأجلوا قذى ناظري ببهي طلعته، وأزين أصغري بتحبير بدائع مدحته؛ وقد كاتبت الحضرة العالية تلويحا بما ذكرته، راغبا في ما اقترحته، من تحسين عرضه بالموقف الأشرف زاده الله شرافة، وتجديد المأثرة في النيابة عني به، وستر عورة إن مرت، وإقالة عثرة إن خطرت.

فأجابه ابن مثنى برقعة أيضا فيها طول يقول فيها: وافى كتابك، فحين لحظته تلقيته بيد المقدم، والتزمته التزام المحب المكرم، وقلت عندما استوعبت أنواعه وفنونه، واستوضحت محاسنه وعيونه، وقيد نور لحظي عيانه، وجلا صدأ فؤادي بيانه: هذا السحر الحلال، والعذب الزلال، والدر راق في نظامه، والنور تفتح عن أكمامه، والقطر انهل من غمامه، وهكذا تكون جزالة الأفاضل، وصفاء الموارد والمناهل، وصحة الالتئام والاتفاق، والاطراد والاتساق:

فكائن فيه من معنى خطير وكائن فيه من لفظ بهي

فنضوت عن منكبي رداء الوقار، واهتززت اهتزاز [المهند بيد] البطل المغوار، ولما استقريت ما حواه، واستوعبت ما طواه، قلت: هذه مكارم الأخلاق، وبدائع أنفاس العراق، وأنحاء ذوي الأفهام والألباب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015