قال أبو مروان بن حيان: وكان أبوه أحمد من أبناء أكابر الفقهاء بحضرة قرطبة بعهد الجماعة؛ وكان أبو المطرف عفيفا دمثا طاهرا الأثواب، حلو الشمائل مطلق البشر، متحققا بصناعة الكتابة، بذ أهل وقته في البيان والبلاغة، وكان مع ذلك يحمل قطعة وافرة من علم الحديث وأنواع الفنون، وتوفي رحمه الله سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.

فصل من رقعة فيها طول لأبي الفضل محمد بن عبد الواحد البغدادي إليه منها: أكال الله بقاء سيدي، وجعل درج المعالي مستقرة تحت قدمه، وسرج مسفرة عن بوارق هممه، وظامئات الأماني روية من لعاب سن قلمه، وعذبات الإقبال منوطة بألوية عزائمه وآرائه، وسطوات الأقدار مربوطة بأروية مآربه وأنحائه، وصب نوب الزمان على حسدته وأعدائه.

وفي فصل منها: وقد كانت -[أيدك الله]- رياض أخباره تزهر عندي بنوار الزكية التي هي أشهر من فلق الصباح، وتعبق بمحاسنه الرضية هي أسير في الآفاق من هبوب الرياح [111 ب] فتلطف بنوافر الأرواح، حتى كأنها المصافاة بين الماء والراح، فترتع الأسماع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015