أيا أيها الملك الأعظم أضاء بك الزمن المظلم
وزينة منك تلك العلا كما ازدان بالغرة الأدهم
أدال الشقاء لنا بالنعيم فينعم من كان لا ينعم
وأقبل مستعتبا مثلما تنصل من جرمه المجرم
فنشكر نعمى أتانا بها ولا بد أن يشكر المنعم
نهضت وحولك لمتونة كما حف بالقمر الأنجم
بكل أغر طويل النجاد له المجد والشرف الأقدم
يلوذ به البائس المعتفي ويرهبه الفارس المعلم
إذا سفروا فهم كالبدر وهم كالأهلة إن لثموا
فيا حسنهم إن تجلوا ضحى وقد ركبوا الخيل واستلأموا
ومدهم الله من عنده بجند من النصر لا يهزم
فحكمهم في الذي أملوا وأظفرهم في الذي يمموا
وحلوا بارض العدا فانبرت على كل ناحية صيلم
فكل رجالهم قتلوا وكل معاقلهم هدموا
كأن الجماجم بذر لهم وسقي الذي بذروه الدم
فقل لرئيسهم أين ما حكمت لقد ساء ما تحكم
تعاطى الثبوت على زعمه فلم يغن عنه الذي يزعم
ورام الفرار فلا مجهل يفر إليه ولا معلم
وأضحى ومركوبه أبلق فأمسى ومركوبه أدهم
أتى والبنود على رأسه مهانا وتحسبه يكرم