مواقع [110 أ] السحاب الهتون، فصادف من الجليد، ما يذهب قوى الجليد، ومن البرد، ما لا يدفعه الريش والبرد، والحدائق قد غمضت أحداقها، وانحسرت أوراقها، والبطاح قد قيدت الفور، بحبال الكافور، وأوقعت الصرد، في حبائل الصرد، فمني البائس بما لم يعهده، كما وسم بالزور من لم يشهده. ولما فال رأيه، [وأخفق] أو كاد سعيه، التفت إلى عطفه أشمط، وإلى أديمة أرقط، فناح، ثم سوى الجناح، وقد أنكر مزاجه، ونسي ألحانه وأهزاجه، ولا شك أنه واقع بفنائك، راشف من إنائك، آمل حسن غنائك واعتنائك، وأنت بارق ذلك العارض، ورائد ذلك الأنف البارص، تهيئ له حبا، يجزيك عليه ثناء وحبا، وقد تحفظ يا سيدي رسائل، جعلت له وسائل، فسام بها أهل الآداب، سوء العذاب، ودعا البطيء منهم إلى الإهذاب:

*وابن اللبون إذا ما لز في قرن *

لا زلت منافسا في العلوم، آسيا للأحوال والكلوم، إن شاء الله عز وجل.

وله في أبي محمد الزبير بن عمر، مكن الله سعده، وقد قدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015