روض طاعته، وكادت تورق صفاة طرقه، وتعشب حصى أفقه، وتطلع من عزيمته الشمس، وتثمر آماله قبل الغرس، وكاد الجسم يسبق النفس، والناظر يقدم الحس، بصريمة تخلج خلاج المنتوى، وتحتز وداج النوى، عودها نضار لا عرار، وسرها محض لا سمار.

وفي فصل من أخرى: حضرة سيدنا - أيده الله - قلائد يروق على نحر الخلافة نظامها، وتخفق على عاتق الثريا أعلامها، تبرئ الأسماع من صممها، وتشفي الصدور من وحرها، وتصح الجسوم من وصبها، وتريح النفوس من نصبها، كما تصك أسماع العدا، وتخلع قلوب من ناوا، وتقض جسم من عصى، وتقطع وريد من اعتدى، فهي حياة وردى، وشهب وقضب، ونجوم ورجوم، لا برحت تمطر الولي ربيعا، والعدو نجيعا، ولا زال سيدنا حسام عاتق الملك، وواسطة ذلك السلك، وخالصة ذلك السبك، فإنه سرى إلي من مآثر حضرته ما أخجل المسك رياه، وكسف الشمس محياه.

ولم يحضرني من شعر أبي الأصبغ حين تحرير هذه النسخة إلا هذان البيتان من مرثية في ابنته:

انكسفي ويحك يا شمس واره بما ضمنت يا رمس

في سر أجفانك لي مقلة وبين أضلاعك لي نفس

وابنة أبو عامر: بوادي آش من عمل المرية، ناظم ناثر، ولم يقع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015