من مراكبه، يدل به مدل الليل بالصباح، وينم عليه كما نمت على الزهر الرياح، خلا أن من سكن المغرب الأقصى، وجاور الثغر الأعلى، وجاذب اللسان الأجفى، وارتضع الجعجعة الخشناء، والعجرفة الصماء، ثم حاول حرمة الخلافة العظمى، والحضرة العليا، وغشي مصر الإسلام ونخبة الأنام، ومحفل الجماهير العظام، فمعذور أن تعشيه أنوارها، ويغشيه إكبارها، وتحضره مهابتها، وتخرسه جلالتها؛ ومن فواضل الحضرة وسرعان إنعامها، وبواكر إكرامها، إرقاؤه إلى البساط المعظم ليلثمه، وإدناؤه [من] الحرم المكرم ليستلمه. ولو أن مولى الحضرة يستعير الروض نشره، والمسك عطره، والبحر دره، والسحات قطره، والزمان عمره، وعطارد نظمه ونثره، فيسد بها الأفقين، ويملأ ما بين الخافقين، ليوصل معقده، ويؤدي تعظيمه وحمده، وينهي كنه ما عنده، لما استوفت عده، ولا سبرت عده. [108 ب] .

وله من أخرى إلى الوزير هنالك: فالحضرة العلية معنى هو شرحها، وشمس وهو صبحها، وأذن وهو قرطها، وجيد وهو عقدها، ومعصم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015