ولا في ذلك المضمار بطاء، ولا سهمنا غلاء. ومولى الحضرة مملأ من كرمه مؤيده بجنوده: من كتائب تملأ الفضاء، وتغشي الدأماء، فتصدعها بجبال كالرياح، ورياح كالجبال، ثانية الأقدار، وثالثة الليل والنهار، تحمل من قد قامت من آساد هي خدورها، وصوارم هي غمودها، وسهام هي كنائنها، وأفئدة هي جوانحها، فلو لقوا المنايا لصرعوها، أو ضربوا الجبال لصدعوها، أو رموا الأوهام لقرعوها، أو راموا النجوم لفزعوها.

وفي فصل منها: ولم يكن ليقدم إليها غير الإستئمار، ولا ليقصد نحوها غير الإشعار، لتكون بضائعه خوالص الإضمار والإظهار، وطلائعه سوابق الإسناد والاستظهار، فهي أعز جنابا، وأعظم مهابا، من أن يقرع إليها بابا إلا بإباحتها، ويصل منها حجابا إلا بسماحتها؛ ولما جرد مولى الحضرة هذا المذهب من البأو بمكاتبتها، ولخص هذا الأرب من التشرف بمراسلتها، رأى من توقيرها وتكبيرها، تقليدها من يكون كفيلا بها أو طيقا لتحملها، فندب لها من أبناء الوزراء، وصفوة الظهراء، من له السابقة المذكورة، والعين المشهورة، والأحوال الخطيرة، والخلال المشكورة، ودماثة الجانب وسكون الطائر، مضمنا مركبا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015