وله من أخرى: وقد علمت الحضرة - صلوات الله عليها - أني مستمد التعلق بحبها من كثب، ووارث التحقق بفضلها عن كلالة أدب، على هذا المهاد نشأت، وبهذا القرار ثويت، ومن هذا الثمر اغتذيت، وبهذه البصيرة تتوجت وارتديت، وقد كان للموفق أبي، مولى الحضرة، منزع علق بسببه، وأرب وسم أجمل وسم به، أن يثبت في ديوان مكاتبتها اسمه، ويلحق في رسوم خدمتها رسمه، ويحرز الخصل في ميدانه، ويبرز في افقه وزمانه، ويحلي مغربنا بما لم يكن حاليا به، ويفض عذرة أمر لم يهتد لجانبه، فوافاه حمامه - أكرم الله نزله - وهو في ذمائه يمهد أكناف نيته، ويقيم شرفات بنيته، فقضى ولم يسعده القضا، ومضى ولم يكن الأمضى؛ ثم دفع مولى الحضرة - أنا - إلى فتن جذبته عن تلك الفرائض؛ وقبضته من تلك المعارض. ثم إن الله تعالى أيد مولى الحضرة فمهدت له هنيئا من الظفر، ونتجت [108 أ] له سنيا من الوطر، فلما فرغ لنيته التي كانت أمام ذكره، وملء صدره، أزمع الإيراد لآماله الحائمات، والسفور عن هممه المتقنعات، والإنزال لعزائمه المرفقات، فها نحن واردوا تلك الحياض، وخارقو ذلك الوفاض، ومنبضون إلى تلك الأغراض، فلسنا في تلك القوافي إقواء