وسبقت السير، واستمرت المرر بأن يطرف المولى سيده، ويلطف الولي معتمده، وقلت الدنيا وصمتها، والأرض ووفرها، لمستمسك بحبل الحضرة؛ ولا جرم أنها خدمة تخبر عن همة، وسيرة تنبئ عن سريرة، وقربة يتقبل [فيها] الوتج الحقير، ويتجاوز عن القصور والتقصير، علما بأنها على الاختفاء لا على الاحتفال، وعن الإخبار عن الضمير لا على الأخطار، فهيا شيعة سيدنا وصفوته، سمح الأوان، وعجالة الإمكان، على النوى القذوف والنتأى الغروف، أندادا من ألطاف حوزته، وأفرادا من خواص عمله، وأعدادا من تحف جهته، يشرف بعضها بحضرة الخلافة، وبعضها بحضرة الوزارة؛ وضمنها من بياض خاصته: [حربيا] حصين البنية، أمين الطوية، رائق البردة، وافر العدة، تقلده الأستاذ أبو الحسن كوثر نعمته، وعهده الحضرة، فنفذ في حفظ الله وصحبته، وفي كفالة سعد أمير المؤمنين؛ وسلك البحر كأنه في أديمه شامة، بل في سمائه غمامة، وحضرة الوزير - أعزه الله - تسد في الجهتين الخلل، فتحمل وتجمل، وتقبل وتتقبل، وتغتفر خطل ما نقول ونفعل، وتتأوله إن شاء الله أحسن التأول، وتكسوه المعرض الأجمل، فهي الهادية لضوال الآمال، المحلية لعواطل الأعمال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015