من أموري، أذكي أنواره، وأطلع أقماره، وأرفع للساري مناره، وهو يدب الضراء، ويسر حسوا في ارتغاء، ويمالئ الحسدة والأعداء، ويحارب معهم الأولياء، فجاهر بكتم ذكاء، وخسف نجوم السماء، ولم ينظر حتى يكون التقديم مع المشاهدة والضور، فيعذر في تقصير لو كان أو تعذير، على أن الخلة، وشرط الأخوة والمروة، أن يناضل بظهور الغيب ويحامل، ويناصب دون الباطل ويجادل، بحكم الأدب، الذي هو أمس رحم وأوكد نسب، فكيف بتزييف المنتقد، وتضعيف القوي، وطمس الشمس، ورد العيان، والمجاهرة بالإفك والبهتان، وصد ما تقدم به الحجة بما لا تقوم له حجة ولا برهان، وما زلنا نشاهد الشيوخ يحسنون التأويل، ويسرون الخلل الجليل، فلم يجر أبو الحسن على سننهم، ولا تأدب بأدبهم، وكم أعرضت عن تصانيفه، وربأت بتواليفه، كرده على يعقوب في " إصلاح المنطق " بما هو المردود المحدود، والمكروه المنجوه، وكخرافاته المضحكات في " شرح الحماسة: وك " المحكم " الذي ليس له معلم، و " المخصص " [105 أ] الذي لو كتب بالسين لكان أشبه بصفته، وأليق بحليته، وأكثر هذا الكتاب " المخصص " مصحف محرف، وكنت شرعت في استخراج ما ضمه من الكلم المصحفات والحروف المحالات، ولما أحس بالمكوى:

والعير يضرط والمكواة في النار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015