لاذ بأنه كان إذ ألفه محجورا، فيا له عذرا يسمى تعذيرا، وقد أتت عليه الدهور، وأخذ عنه الفرض المشهور، والجزاء المذكور، كما أعطي القصب غير السابق، وخلق غير الخليق اللاحق، وما أعظم منتشبه، وأشام عليه نسبه!!
ولم آت أكثر مما لمحت له هذه الخطبة، كما خطفت البرق، ورجع الطرف، وكجلوة العروس، وقعدة الخطيب، فوقعت عيني منها على منكر مستشنع، ومكروه مستشنع، ومقطع مستضعف، ومنزع مستخلف، كلها زيوف فلا تنقد، وهراء فلا تحدد، رداءة أقسام، ودناءة كلام، وقعقعة زخاريف، وجعجعة أراجيف، وإجلاب بعساكر، وركوب في مواكب وجماهير، ومديح لنفسه، وثناء على ذاته، وتعظيم لشانه، وتكبير لسلطانه، وذكر لشرح جاليوس، ووصف فرفوريوس، وخطأ وضع، وتحريف شعر، ومردود لفظة، وادعاء باطل وهجر، واسجاع كأنها قعقعة القراع، ووعوعة المصاع، مؤدبية المنزع، قلقة الموضع، خشنة الموقع، ملأها خمسين ورقة بهذيانات وترهات، وتزويرات وسخافات، [من عراب ارتبطها، وسيوف اخترطها، وجارية وصفها، وريقة رشفها] وفرية قرطها وشنفها، وعظيمة من