يجمع أعصر في القليل وعصر في الكثير، ويجمع الجمع فيقال أعاصير كما قال الشاعر:
وبينما المرء في الأحياء مغتبط إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير [104 ب]
فالأعاصير جمع أعصر، والياء في الأعاصير زائدة؛ ووهم الرماني، إنما الأعاصير جمع إعصار وهي الريح الشديدة، قال تعالى {فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت} (البقرة: 266) وقال الشاعر:
الناس بعدك قد خفت حلومهم كأنما نفخت فيها الأعاصير
وذكر أبو حاتم في " التذكير والتأنيث " عن عمارة بن عقيل، وأنشد الصولي في كتابه " في الشبان " لبعض قريش يوم فتح مكة:
خزرجي لو يستطيع من البغض رمانا بالنسر والعواء
وأخذ على جميع المؤلفين بحق وباطل، ولولا الاشتهار في الأمر ومذهب الاختصار لأوردت منه الجزيل الطويل، والموصوف المعروف، والكثير الغزير، والموجود المعدود؛ ولكن هذا الرجل أبدى عواره، ورفع شناره، وكان مستورا موفورا، يقلد فيه، وينصب لدعاويه، ويحتمل على المعرفة سرائره ومفاديه، فأساء أدبه، وهتك حجبه، وفضح مذهبه:
لم تكن عن جناية لزمتني لا يميني ولا شمالي رمتني
بل جناها أخ علي كريم وعلى أهلها براقش تجني
ويشهد الله لقد كنت أيام محاولته لاطفاء نوري، ومبادرته تقبيح الحسن