الجواب: هذه الداهية الشنعاء، والقضية الشوهاء، يدعي علم الكلام، من لا يعرف الإصباح والإظلام، لقد كان ملففا فانكشف، ومنكورا [104 أ] فاعترف:

وكان كعنز السوء قامت بظلفها إلى مدية تحت التراب تثيرها

ثم ختم رقعته يقول:

أتيت بمنطق العرب الأصيل وكان بقدر ما عانيت قيلي

فعارضه كلام كان فيه بمنزلة النساء من البعول

وليس يصح في الأوهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل

قال أبو الأصبغ: وما أنكر علي إلا كل لفظة جاءت مع أختها كما اقترن الكوكب والسعد، والتقى الجيد الأغيد والعقد، وشانوا ببعرهم الدرر، وبحممهم الغرر، وكان كلامهم كالبرص في أديمه، والكسوف في نجومه، وعلم الله أنهم لو ردوا مردا، وتحدوا متحدى، وذهبوا صددا، لما أنفت ولا قلقت، ولا حرجت ولا ضجرت، ولأنصت وأنصفت وانقدت، فقد قال السلف الصالح: رحم الله من أهدى إلينا عيوبنا؛ وقالوا: الفاضل من عدت سقطاته؛ وقال عليه السلام: ما هلك امرؤ عرف قدر نفسه. والمرء في سعة من عقله ما لم يقل شعرا وينشئ كلاما، وما أبرئ نفسي، ولا أعجب بأمري ولا أفخر، ولا أذب ذب المزدهي بما حبر، فما أحد أنشأ نثرا، ولا قال شعرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015