وقال الآخر:

إن لها لسائقا خدلجا لا يدلج الليلة في من أدلجا

ويروى: لحاديا خدلجا؛ وحدا بمعنى ساق أغزر من النمل، واكثر من الرمل؛ فأما إبداله إياه بالمرشد أو الداعي فلهو المقيم ولهو المدلج الساري، وهم يتسببون إلى إنكار " الحادي " لأنه ليس من كتاب الله ويهذون بذلك، والمرشد والداعي ليس في القرآن، فأتوا بما أنكروه، وأثبتوا ما ردوه، ولو اقتصرت على بدلهم لكانت فيه فضيحتهم وخزيهم، وبداية وهنهم ووهيهم، وأين هذا الذي معناه في القرآن وفحواه، وفي حديث الرسول الكريم عليه السلام وما يعضده البرهان، وأجمع على قبوله الثقلان، من قول أبي الحسن في خطبته التي توصل بها إلى شرح صدر من كتاب سيبويه، وهو يصف الله تعالى: " مزمع إحداثنا، لانبعاثنا من أجداثنا، يوم لا حكومة إلا بيد الصفاح العليم " والإزماع: العزم بعد التدبير، والاجماع بعد التفكير، والنشاط بعد الكسل، هذه صفة بعيدة من القديم سبحانه، والصفاح أيضا ليس في كتاب الله ولا في حديث رسوله. وأبو الحسن تخيل القذاة في عين أخيه ولم ير الجذع في عينه {ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء} الآية (الأنعام: 125) .

ورد قولنا " فألفت عقيلة نفسه في ذرى الحضرة كفئا من الرضى كفيلا، وظلا من [102 أ] المنى ظليلا " فأمكر " عقيلة نفسه " وبدله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015