وجهتي إلى المعتصم [بالله] فأنشد منشدهم:
يا لك من قبرة بمعمر خلالك الجو فبيضي واصفري
ونقري ماشيت أن تنقرى
وقالوا: هذا حين يرى الرئيس، أن هذا العلق الذي نفس به ليس بنفيس، وطاروا طيران الفراش حول النار، وجالوا جوالان الذباب بين الأزهار، مرة يستفتون الفقهاء، ومرة يستشهدون السفهاء، ومرة يقولون: هذا يسأل عنه إن كان يقال، وربما كان له في مضمار اللغة مجال، ويتسورون، حديث النساء بعد البعول، وهريف الإماء دون الكفل:
وقلت لها عيثي جعار وجرري بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره
فاتفق رأيهم، واستمر هديهم، إلى سؤال أبي الحسن بن سيده، فلم يفكر أبو الحسن في العواقب، ولم ينظر نظر أهل التجارب، فسلم لهم واغتر بمثل وشي الحيات، وانقاد في زمام الزخارف والترهات:
وكان بما يأتي به ويجيزه مجرب سوء يشرب السم للخبر
والأدب ينشدهم:
تنق بلا شيء شيوخ محارب وما خلتها كانت تريش ولا تبري