" إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا " - الحديث، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا؛ ومن الأمر المعجب، والخطب المغرب أنهم يدعون - على جهلهم، وما بينت من وصفهم - الترؤس في الأدب من غير رياسة، والمنافسة لأهليه من غير نفاسة، ومناهضة ذوي العلم باللسان بالهذيان، حين انسوا عدم المنتقد، وفقدان المفتقد:

وإني وإياهم كمن نبه القطا ولو لم ينبه باتت الطير لا تسري

وليس كل سواد أسود البصر، وما كل فائح ريحان، ولا كل ملتو خيزران، ولو عقلوا لاعتقلوا، ولو تبصروا لأبصروا.

وفي فصل منها: وتفسير ما أجملته، وتفصيل ما أبهمته، أورده عليك محلول العقدة، منضو البردة، وذلك أن إقبال الدولة - أيده الله - أمرني بانشاء رسالتين إلى مصر، فلما علت شرفاتهما، وروضت عرصاتهما، ورد عليهم منهما المقيم المقعد، وكاد يهلكهم الحس، وبهت العدو وكمد، وقال الولي: لا قبل لأحد بمثلها ولا يد، فطول ما حضرت انطلق لسان الموالي، وخفق جنان المناوي؛ وعرضت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015