أعجميا، ولم تتبغدد بدويا، ولم تكن مرة شبيبيا، ومرة قطريا، وتارة طبيعيا، وتارة فلكيا، ولم تتزبب حصرما، ولم تتشحم ورما، ولم تدعدع في الأمن، ولم تجعجع بلا طحن، ولم تقعقع بلجمك، ولم تجلب بخيلك، ولم تحمل بأسنتك، ولم ترهب بصوارمك، ولم تكر بجيادك، ولم تستظهر بأجنادك، ولم تحارب جالسك، ولم تقاتل ناعما، ولم تجر بالخلاء، ولم تشجع على الأولياء، وأنت الذي أدر لي غمائم الأدب، وأطلع لي من كمائمه كل معجب، وما كاد الشباب يحل تمائمي، ولا الزمان يطلعني من كمائمي.
وفي فصل منها: فاندب العلم وأهليه، وارثه وحامليه، وابك رسومه وحي طلوله، [100 ب] وسلم عليه تسليم وداع، واشفق لعلقه المضاع، واعلم أن صدعه كصدع الزجاجة أعيا الصناع، فيا له مغنما هجر على برد موقعه، ونفلا زهد فيه على شرف موضعه وموردا ترك على درور أخلافه، ووطأة أكنافه، وقد تولى الفهماء ولم يبق إلا من قدمت نعوته وحلاه، ووصفت حذوه وحذياه، وأغناني ما صدرت به عن إعادة ذكراه، (واقترب الوعد الحق) ، (الأنبياء: 97) وبر الله تعالى وصدق في قولهL أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) (الرعد: 41) وقال عليه السلام: