وقاد المهر المستهدى لوالده، فأجابه بوصوله برقعة يقول في فصل منها: وصل - أيدك الله - البر المولي على الأرب، وأتى الورد المحلى [99 ب] بالذهب، يسبح في حلية، ويمرح في محاسن زيه، فقمت أمسح بردائي على وجهه وأطرافه، وآخذ ناظرا في نعومة وأوصافه، فإذا بالقمر قد أعطاه غرته، والصباح قد حباه بلجته، والغلس قد كساه دلجته، فجمع بين دهمة الليل وشقرة الشفق، ووضع فبقة القمر على صهوة الغسق، ومد جلال الزلفة إلى حجلة الفلق، وأردت إنعاله فإذا الرياح قد أنعلته أجنحة، وتفقدت جلاله فإذا الفراهة قد ألحفه أوشحة، فلو عزي الى الأعوج لأنف، أو نمي إلى العصا لوجف، ولو كان سليمان لما عدل بالصافات العتاق، ولا طفق لها مسحا بالسوق والأعناق؛ ولما راق منظره، وفاق مخبره، جعلت ودي معرضه، ونفسي مربطه، وخاطري مرتعه، وناظري مشرعه، وقلت: لله دره، فما أحكم الصنعة فيه، وما أصح جود مهديه!!
وله عنه [من أخرى] إلى رزين: قد يكون - أعزك الله - الأجل