[ويعتمد على ركنين] ، ويسند إلى أبوين، فأنت الوالد وهو الولد، والساعد وهو اليد، بل قد اتصل الحلب بالكبد، وحل منك محل البنان من الكف والعضد، ومن حل في ذراك، ولاح في يمناك، فهو الشهاب الثاقب، والحسام القاضب، كما أن من عد في ذويك، واعتد في بنيك، فلن يقصر إن شاء الله عن معادلة الكهول وإن صغرت سنه، ولا يتأخر عن مقارعة النصول وان لان غصنه، فإنما يزاحم منك بعود، ويطاول بطود، ويقاتل بجمع، وينازل بنبع، ويقضي على الأيام بظهير، ويصول على الدهر بأمر كبير.

ولما أذم اليك بهذه الحال، ودبت به نشوة الإدلال، تمنى أن توطئه الريح جناحا، وتعيره من البرق التياحا، وترفع له نحو السماء طماحا، بما يرجوه من حملك إياه على المهر المذهب، والورد الأغر المحبب، الذي استعيرت سرعته من إسراعك الى المكارم، وأخذ سبقه من سبقك إلى ندى حاتم، وعلم لين قيادك للصاحب، واسترقت جودته من سماع جودك على الطالب، وان يكن لا تؤثر به غير جنابك، ولا تختاره إلا لركابك، فمن لم يوق شح نفسه [فيه معذور] ، ومن ارتبطه بالضنانة به جدير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015