وكتائبها المنصورة، وجنودها المرهوبة، في اجتماع من كلمتهم على طاعتها، واتفاق من أهوائهم في مناصحتها، وتظافر من جميعهم على خدمتها، فقد علت يد الإسلام، واحتمى غره أن يضام، وجانبه أن يرام، وشملت نعماها الأقطار، وأمدت أقاصي [99أ] الديار، وأبرت على نأي المزار، فهي جماع الدين، وردء المؤمنين، ومحفل المسلمين. وفي فصل منها: ومما وجب التعريف به ما عم أقطار ثغرنا، وغشي مجامع أفقنا، من تمالؤ النصارى وتضافرهم من كل أوب إلينا، بجمع لا عهد بمثله، ملأ الفضاء، وطبق الأرجاء، وشغلنا بالفتنة بيننا عن تخفيف وطأتهم، وتضعيف سورتهم، فطمسوا الآثار، وجاسوا خلال الديار، موفورين لا مانع منهم، ولا دافع لهم إلا التفاتة الله تعالى لأهل دينه بأن أقل فائدتهم، وخيب مرامهم، وأطاش سهامهم، والحمد لله على منحته ومحنته.

وله عنه من أخرى إلى مقاتل العامري: ولما اعترفت السعادة بارتباط ودك، والاغتباط بوثيق عقدك، رأيت أن أسلك بابني السبيل المثلى، والمنهج الأهدى، ويعلم أني نظرت له بأحسن ما نظر والد لولده، وحبا به أحد لفلذة كبده، حتى يكون إن أدركتني قبلك وفاة، وكانت له بعدي إناة، قد ظفر بأمل ينعه، وأوى إلى جبل يعصمه، أو تمادت لي معك حياة، وتطاولت لي ليلات، لم يضرره أن يعلق بيدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015