فصول من رسائله السلطانيات [98 ب]

فصل له من رقعة عن علي بن مجاهد إلى المعز بن باديس صاحب افريقية: اطال الله بقاء الملك الأجل ناظر عين الزمان، وروح جسم الأمان، وحسام عاتق الإسلام، وحلي جيد الأنام، ومهدي طوال الآمال، ومأوى شارد الإنعام والإفضال، مخلدة في الأنام دولته، مؤيدة مع الأيام مدته.

أنا - أيده الله - أمت إلى دولته - خلدها الله وأيدها، كما وطدها ومهدها - بما أبأى به على الأقران، وأكافح كل زمان، وأفاوح كل بستان، وأحرز كل ميدان، [إلى] أن ارتقيت إلى سمائها، وصعدت في سوائها، مستهلا وعر المرتقى، لسهل الملتقى، ومستعذبا مر المجتلى، لحلو المجتنى، فشافهت بدرها، وتبوأ حجرها، وارتضعت درها، على حين أجفان الفضل كليلة، وأقدام المجد معقولة، وأيدي النصر مغلولة، وان قعدت عن مناسكك فرضها، فإني معيرها ضميرا كما انبلج النهار، وشكرا كما أرج النوار، وهل أنا إلا أحد أبنائها، وشهب سمائها، وشيعة علائها، وحماة أرجائها، وان جذم نأي الدار كف الخيار، ففي البعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015