إذا اعتد ذو مال به لزمانه فمالك كنز للعفاة عتيد

لعمري لقد أنجبته لك مشبها فداناك منه متلطف ومفيد

فغرته تعدي سناك على الدجى وراحته تبدي الندى وتعيد

قريب تراه [منك] لا متباعد وكم من قريب منك وهو بعيد

فنوه به حتى يساميك في العلا فقد يتساوى والد ووليد

فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي الأصبغ ابن أرقم

أحد كتاب الجزيرة المهرة، والنقدة الشعرة، ممن نهض في الصناعة بالباع الأسد، وأخذ فيها بالساعد الأشد، وجد في معاناتها، واقصر على كسب آلاتها، وجمع أدواتها، وارتاض في طرقها معيدا ومبديا، ورمى إلى أغراضها مصيبا ومخطيا، حتى تدرج في مدارجها، وخرج على جميع مناهجها، واطلع من ثناياها، وأشرف على خباياها، وجرت بينه وبين طائفة من أهل هذا الشان، في ذلك الزمان هنات، في ما انتقدوا عليه من ألفاظ وكلمات، وتقعير واستعارات بعيدة، وكانت تلك الطائفة قد أسندت في ذلك إلى ابن سيده، وقد أوردت من ذلك ما يليق بالديوان، ويستوفي جملة الإحسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015