أبو المطرف ذلك اليوم، فبكرت من الغد إليه وأنشدته قصيدتي التي أقول فيها في وصف الحمامة:

أحمامة فوق الأراكة تنثني بحياة من أبكاك ما أبكاك

أما أنا فبكيت من حرق الهوى وفراق من أهوى، أأنت كذاك -

قال: فلما سمعها ابن هذيل قال: عارضتني!! قلت: لا والله إلا ناقصتك، فقال: اذهب فقد أخرجتك من المكتب.

وأنا أقول: وإن كان كلام الرمادي من الحلو المطبوع، فلا نسبة بينه وبين كلام ابن هذيل، وقد انفرد في صفتها انفراد سهيل.

وحكي أن أبا الطيب المتنبي على قلة رضاه عن شعر أحد فإنه على ما ذكر عنه أنشد لجملة من شعراء الأندلس حتى أنشد قول ابن هذيل [94 أ] :

إذا حبست على قلبي يدي بيدي وصحت في الليلة الظلماء واكبدي

ضجت كواكب ليلي في مطالعها وذابت الصخرة الصماء من كبد

فقال أبو الطيب: هذا أشعر أهل المغرب.

وعارض أيضا هذه العروض والقافية في ذلك الأوان الأديب أبو مروان المعروف بالبلينه، فقال من قصيدة أولها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015