يوسف بن هارون الرمادي مع يحيى بن هذيل، وأنا أسوق الحكاية بنص ما حكاه الرمادي عن نفسه، قال: بكرت إلى أبي المطرف ابن مثنى فألفيت قد بكر قبلي يحيى بن هذيل، فقال لي: ما عندك - فقلت: ليس عندي كبير معنى، ولكن ما عندك أنت - فأخرج من كمه قصيدته التي يقول فيها في صفة الحمامة:
ومرنة والدجن ينسج فوقها بردين من طل ونوء
مالت علي طي الجناح وإنما جعلت أريكتها قضيب أراك
وترنمت لحنين قد حلتهما بغناء مسمعة وأنه شاك
ففقدت من نفسي لفرط تلهفي نفس الحياة وقلت من أبكاك
فأنشدنيها، وأنا أعد محاسنه فيها، فلما أكملها قال لي: انصرف إلى المكتب وتأدب حتى تحكم مثل هذا فكأنه [حركني؛ واتفق أنه] لم يخرج إلينا