ويقول فيها في وصف الحمامة، وأجاد ما أراد وزاد:
ورقا مطوقة السواليف سندسا لم يحك صنعتها حكاية حاك
تشدو على خضر الغصون بألسن صبغت ملاثمها بلا مسواك
وكأن أرجلها القواني ألبست نعلا من المرجان دون شراك
وكأنها كحلت بنار جوانحي فترى لأعينها لهيب حشاك
وهذا كقول ابن هانئ:
وما راغني إلا ابن ورقاء هاتف بعينيه جمر من ضلوعي مشبوب
قال ابن بسام: وسلك أبو البيع القضاعي سبيل إدريس في صفة الحمامة، فضل عنها، في قصيدة [93 ب] مدح بها ابن واجب أيضا، أولها:
زعم العبير بأنه حاكاك كذب العبير وما حكى رياك
هذا شميمك فليهب نسيمه حتى تبين مقالة الأفاك
وإن ادعى ريم الفلاة بأن في عينيه لمحة عينك السفك
فليلتمحك بمقلتيه مغازلا حتى تفند قوله عيناك
ثم خرج إلى ذكر الحمامة بوصف غير رائق استبرد فيه، ورأيت ألا أكون ممن يرويه. وقد افتضح في صفة الحمامة في هذه العروض والقافية بأفقنا