قال ابن بسام: وما أقبح هذا المنحى، وأبعد هذا المرمى، ولكن السجايا تجري على ما تيسرت له من المعتاد، وأين هو - قبح - من قول ابن عباد، وقد كتب إلي:
لكفي أهدى في نداها من القطا إلى مورد عذب على [ظمأ] برح
إذا أبطت الملاك غيري للثنا فاني وضاح الجبين إلى المدح
وكل امرئ يجني علي جريمة فاني أجازيه على الذنب بالصفح
ومن شعره في المديح وما يتشبث به من الأوصاف
له في المأمون بن ذي النون من قصيدة أولها:
تبين من سره ما اكتتم فلاح كنار بأعلى علم
يقول فيها: [92 أ]
أما والهوى وهو أحلى قسم وإن بنت عنه بنفسي قسم
وما يجتلى من أقاح ضحوك يشب بماء الشباب الشبم
لقد شربت شرب نومي فلو شربت سلاف الهوى لم أنم
خدود غلائلها من شقيق وأيد أناملها من عنم
ظلمن قلوب الهوى مذ عدون يطرفن فوق شموس الظلم
ولما أقمن رماح القدود فدانت لهن رماح البهم
رفعن الهوى علما خافقا فكان فؤادي جناح العلم
يحم أبو كل شبلين بي ويلعب بي كل طرف أحم
لقيت الليالي في شوكها فبرح نحوي بصم الصمم