وكان متحيلا كثير الترقيح والاستعمال، لضروب من الكذوب [وزور المقال] ، فربما أنشأ عدة رسائل فينحلها القيان، ويبيعهن بأغلى الأثمان، وقد ذكرنا في أخبار ابن رزين أنه باع منه قينة بثلاثة آلاف دينار، حسبما حكاه أبو مروان [ابن حيان] .
ولابن الكتاني فصل من رقعة يصف فيها تعليمه القيان، يقول فيه: فأنا منبه الحجارة، فضلا عن أهل الفدامة والجهالة، واعتبر ذلك بأن في ملكي الآن أربع روميات كن بالأمس جاهلات، وهن الآن عالمات حكيمات منطقيات فلسفيات هندسيات موسيقاويات أسطرلابيات معدلات نجوميات نحويات عروضيات أديبات خطاطيات، تدل على ذلك لمن جهلهن الدواوين الكبار التي ظهرت بخطوطهن في معاني القرآن وغريبه وغير ذلك من فنونه، وعلوم العرب من الأنواء والأعاريض والأنحاء، وكتب المنطق والهندسة وسائر أنواع الفلسفة، وهن يتعاطين إعراب كل ما ينسخنه ويضبطنه فهما لمعانيه ولكثرة تكرارهن فيه، وفي هذا أعظم الشهود أني واحد عصري ونسيج وحدي، وأني أفنيت الزمان تجربة، والدهر تبصره، فاعرف - أعزك الله - قدري، ووفني قسطي، ولا تطمع أن تظفر بعالم مثلي، أو متفرغ فضولي شبهي، ولو طفت الآفاق، وساءت الرفاق، ومشيتا العراق، من زقاق إلى زقاق.
وأنشدت لابن مهران من شعر كتب به إلى بعض كتاب الثغر من جملة أبيات: