لا تنسني من سحتك المكسوب واجعل نصيبك منه مثل نصيبي
واذا اغترى بك في القيامة أهله فبمثل ما أوليتني تغيري بي [86أ]
وهي الذنوب، وبالغ في لؤمه أقصى النهاية باخل بذنوب
قال أبو الحسن [ابن بسام] : وحدثني من أثقه عن الفقيه أبي الحسين عبيد الله بن منينه الشنتمري قال: دخل بعض شعراء العصر على ابن ست الجيش، وكان جد ابن منبه لأمه - وقد تقدم ذكره والخبر عن مقتله في أخبار القاضي ابن عباد - فأنشده هذه الأبيات.
وإخبار ابن منبه بهذه الحكاية عن جده [مادحا له] ، على ما فيها من قبح الاحدوثة وشناعة الذكر، ليثبت أن ذلك الخائن البائر، المتعسف الجائر، كان جده، ويعرب عن شرفه، ويدل على نباهة سلفه. وشبيه بهذا [الخبر] ما حكي عن أبي العباس المبرد أنه صنع هذه الأبيات ليثبت نسبه في ثمالة، [وهي] :
سألنا عن ثمالة كل حي فقال القائلون ومن ثماله
فقلت محمد بن يزيد منهم فقالوا زدتنا بهم جهاله
وقال لي المبرد خل عني فقومي معشر فيهم نذاله