مشهور، وعلى لفظه ديباجة رائقة، غير أنه لم يمر بي من شعره عند نقلي هذا المجموع إلا أبيات سمعت القوالين يتداولونها لعذوبتها وسلاستها، وتتعلق بذيلها حكاية وجدتها في بعض تعاليق الفقيه أبي محمد علي بن حزم الشافعي بخطه عن محمد بن الحسن المذحجي المعروف بتبن الكتاني المتطبب؛ قال ابن الكتاني: شهدت يوما مجلس العلجة بنت شانجه ملك البشكنس، زوج الطاغية شانجه بن غرسيه بن فرذلند - بدد الله شيعتهم - لبعض ترددنا عن ثغرها إليه في الفتنة، وفي المجلس عدة قينات مسلمات من اللواتي وهبهن له سليمان بن الحكم - المتقدم ذكره صدر هذا الديوان - أيام إمارته بقرطبة، فأومأت العلجة إلى جارية منهن فأخذت العود وغنت بهذه الأبيات:

خليلي ما للريح تأتي كأنما يخالطها عند الهبوب خلوق

أم الريح جاءت من بلاد أحبتي فأحسبها ريح الحبيب تسوق

سقى الله أرضا حلها الاغيد الذي لتذكاره بين الضلوع حريق

أصار فؤادي فرقتين فعنده فريق وعندي للسياق فريق

فأحسنت وجودت، وعلى رأس العلجة جاريات من القوامات أسيرات كأنهن فلقات قمر، فما هو إلا أن سمعت إحداهن الشعر فأرسلت عينيها [كأنهما] مزادتان، فرققت لها وقلت: ما أبكلك - قالت: هذا الشعر لأبي، وسمعته فهيج شجوي، فقلت لها: يا أمة الله، ومن أبوك - قالت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015