بالمسامحة والاغضاء، فلست بالشعر آنسا، ولا بمعاناة النظم والنثر متلابسا، وإنما أنطقتني بما قلته الود، وأملى علي ما كتبته المجد.

ثم ختم رقعته هذه بأبيات يقول فيها:

قد كنت ذا حنق على الدهر الذي ما زال يسخطني صباح مسائي

حتى لقيت أبا محمد الرضى فأدال ذاك السخط بالارضاء

طلق الجبين وفيه فضل مهابة يغضي لها ذو المقلة الشوساء

حلم لو أن الدهر حمل بعضه لشكت عواتقه من الإعياء

وإذا تناولت الرقاع بنانه أنستك طرز الوشي في صنعاء

وزرت على ورد الخدود وفوقها لام العذار على انعطاف الراء

تقضي بأن سنا البلاغة لم يلح من قبلهن لأعين البلغاء

وله إذا شاء النظام غرائب لا تدعيها فطنة الشعراء

برئت من التعقيد في تأليفها فأتتك أملس من زلال الماء

أفراد حمد حازما متفرد وهي في الورى مقسومة الأجزاء

ما كنت بالمداح غيرك واصلا لو كانت الشعرى عليه جزائي [85 أ]

ولأنت أوصل من رعى أسبابها فبنى لمهديها سماء علاء

فصل في ذكر الأديب أبي الربيع سليمان بن مهران السرقسطي

من شعراء الثغر، كان، في ذلك العصر، وله شعر كثير، وإحسان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015